التثليث والتوحيد
عقيدتنا المسيحية
يؤمن المسيحيون على اختلاف طوائفهم (أرثوذكسية ، كاثوليكية ، بروتستانتية) بخمس عقائد جوهرية أساسة وهى: التثليث والتوحيد ، التجسد ، ألوهية السيد المسيح ، قيامة الأموات والدينونة
بيد أن من لا يؤمن بهذه العقائد العامة لا يعد مسيحياً مثل جماعة الأدفنتست السبتيون وجماعة شهود يهوه
ومن أجل تبصير المؤمنين بحقيقةإيمانهم المسيحى بغية تمسكهم بالاسم الذى دعى عليهم كمسيحيين ، وتثبيتهم أمام الحروب المستميتة لعدو الخير الذى لا يهدأ لزرع بذور الشك فى قلوبهم ، وزعزعة إيمانهم عن طريق الخلاص الأبدى بقصد إهلاكهم .
فتولى فيما يلى بالشرح الوافى البسيط ، مضمون العقائد المسيحية الأساسية ، وإيماننا الصحيح بها.
أولاً : عقيدة الثليث والتوحيد
سؤال: هل المسيحيون غير موحدين بالله ومشركين فيعبدون ثلاثة آلهة؟
- · الخطأ الذى يقع فيه من يهاجم المسيحيين من زاوية التثليث أنهم يفصلونه عن التوحيد ، فيصبح هذا الاعتقاد فى نظرهم لوناً من الشرك والكفر بالله.
- · مع أننا نحن معشر المسيحيين نؤمن بإله واحد لا شريك له وليس بثلاثة آلهة. وهذا الاعتقاد بديهة من البديهيات المؤكدة بالحقائق التالية :-
أولاً: المسيحية ديانة التوحيد:
- 1. عقلياً.
- 2. المسيحية هى التى علمت العالم التوحيد.
- 3. كتابياً (فى العهد القديم – فى العهد الجديد).
- 4. البسملة.
- 5. قانون الإيمان.
- 6. نوعان للوحدانية.
ثانياً: عقيدة التثليث
- 1. ماهية الثالوث فى واحد.
- 2. إيماننا.
- 3. كتابياً (فى العهد القديم – فى العهد الجديد).
- 4. المسيح ابن الله : معنى البنوة / لماذا دعى المسيح ابن الله؟
- 5. أقنوم الروح القدس منبثق من الآب.
- 6. لماذا تصر المسيحية على عقيدة التثليث؟
ثالثاً: الرد على الاعتراضات
- 1. المسيحيون ليسوا كفاراً وليسوا مشركين.
- 2. الثالوث المسيحى غير الثالوث الوثنى.
- 3. الثليث الذى حاربه القرآن الكريم هو تثليث التعدد والإشراك.
أولاً: المسيحية ديانة التوحيد
- 1. عقلياً:
(1) العقل نفسه يرفض تماماً الإيمان بأكثر من إله ) نبذة 7 سلسلة مسيحيتنا الغالية (كيف أفهم عقيدة التثليث والتوحيد) مطرانية أخميم ص 11 وقانون الإيمان (قداسة البابا شنودة الثالث) ص 14 (
- · لأنه من البديهيات فى الله أنه قادر على شئ فإن كان هناك إله آخر ، فهل يكون الله قادراً عليه أم لا ؟!
إن كان نعم : فلا يكون هذا الآخر إلهاً ، لأنه يوجد من يقدر عليه.
وإن كان لا يقدر عليه: فلا يكون الله إلهاً لأنه لا يكون حينئذ قادراً على كل شئ.
- · ومن البديهيات أيضاً فى الله عدم المحدودية ، فالله مالئ كل مكان ولا يحتويه مكان. فإن كان هناك إلهاً آخر فهل سيشغل هذا الآخر بعض أماكن لا يكون فيها الله؟! .. وهكذا فى بقية الصفات الإلهية.
- 2. المسيحية هى التى علمت العالم التوحيد: (عقيدة المسيحيين فى المسيح (نيافة الأنبا يوأنس أسقف الغربية المتنيح) ص 167)
حينما كان العالم غارقاً فى الوثنية ، ما عدا قلة قليلة جداً هم اليهود. فالديانة اليهودية كانت ديانة توحيدية. لكن كثيراً ما تركوا عبادة الإله الواحد وتشبهوا بمن حولهم من الأمم ، فضلاً عن أنهم لم يكونوا مكلفين من قبل الله بتبشير غيرهم من الوثنيين بعبادة الإله الواحد.
أما المسيحية فعلَّمت بأن الله لا يمكن إلا أن يكون واحداً. ولذا كان ذلك سبباً هاماً وجوهرياً فى سلسلة الاضطهادات التى حلت بالكنيسة قرابة ثلاثة قرون من الزمان
- 3. كتابياً:
أ) فى العهد القديم:
v " الرب إلهنا رب واحد " ( تث 6 : 4 )
v " يارب ليس مثلك ولا إله غيرك " ( 1أخ 17 : 20 )
v " إنى أنا هو. قبلى لم يصور إله وبعدى لا يكون " ( أش 43 : 10 )
v " أنا أنا هو الرب وليس إله معى. أنا أميت وأحيى" ( تث 32 : 39 )
v " أنا الرب وليس آخر لا إله سواى " ( أش 45 : 5 )
ب) فى العهد الجديد:
v " أنت تؤمن أن الله واحد. حسناً تفعل والشياطين يؤمنون ويقشعرون" ( يع 2 : 19 )
v " ليس إله آخر إلا واحد " ( 1كو 8 : 4 )
v " لنا إله واحد " ( 1كو 8 : 6 )
- 4. البسملة:
تبدأ صلواتنا "باسم" (ولا نقول بأسماء) "الآب والابن والروح القدس اإله الواحد آمين"
- 5. قانون الإيمان:
الذى يؤمن به كافة المسيحيين من كل الكنائس والطوائف والمذاهب " بالحقيقة نؤمن بإله واحد ... "
- 6. نوعان للوحدانية :(نبذة 7 مطرانية أخميم ص(13-18))
أ) إذا قلنا بوحدانية لله : مجردة ، مطلقة ، صماء ، مصمدة
- · فمعنى ذلك أنه قبل خلقة الملائكة والبشر ، هل كان الله فى حالة سكون تام لا يتكلم ولا يسمه ولا يحب ، ثم طرأ عليه تغيير!
- · إذ تكلم للآباء بالأنبياء .. وصار يسمع الصلاة .. ويحب البشر ، بينما هو جلَّت عظمته مُـنَـزه عن التغيير والتطور.
- · وإن قلنا أن الله يتكلم ويسمع ويحب قبل خلق الملائكة والبشر. فالسؤال هو مع من؟ .. إن وُجد آخرون فهذا تعدد آلهة.
ب) لذا نحن نؤمن بوحدانية لله جامعة لثلاثة أقانيم ومانعة لما هو أقل أو أكثر من ذلك .. وصفات الله المتعددة تؤيد وجود أقانيمه الثلاثة ، فكونه متكلماً يدل على أن فى الله (كلمة ، متكلماً ، متكلماً معه) وليس من المعقول أن صفاته كانت عاطلة ثم صارت عاملة بعد خلق المخلوقات. فالله يمارس كل الأعمال والصفات منذ الأزل
مثال:
إذا تكلم الله فى الأزل كان هو الكليم السميع: "قال الرب لربى إجلس عن يمينى حتى أعدائك موطئاً لقدميك" (مز 110) أى أن الرب الآب يتكلم والرب الابن يسمع .
ونفس الأمر إن قلنا أن الله محب. نجد أن هذه الصفة فيه منذ الأزل ، فالآب هو المحب والابن هو المحبوب (ابن محبته) ( كو 1 : 13 )
مثال:
للوحدانية الجامعة وليست الوحدة البسيطة:
- · "يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بإمرأته ويكونان جسداً واحداً" (تك 2: 24)
- · قام الشعب قومة رجل واحد
- · عنقود واحد من العنب – وهى وحدانية جامعة لحبات عدة
ثانياً: عقيدة التثليث
- 1. ماهية الثالوث فى واحد : (إيماننا الأقدس ص120 ، 121 نيافة الأنبا يوأنس أسقف الغربية المتنيح)
الله واحد فى جوهره وذاته ولكن يوجد فى هذا الجوهر ثلاثة أقانيم
الأقنوم : كلمة سريانية Hypo Stasis (هيبو ستاسيس)
الكيان القائم تحت
لا يوجد لها مرادف فى العربية ومعناها صفة أو خاصية يقوم عليها الكيا الإلهى. ففى الجوهر الإلهى ثلاث خواص أو صفات ذاتية (وليس أجزاء أو أقسام)
- · خاصية الوجود أو الأصل أو الكيان أو الذاتية الإلهية (الآب)
- · خاصية العقل والنطق والمعرفة والحكمة (الابن الذى تجسد فى ملء الزمان) (فى اليونانية LOGOS ) وأخذت منها كلمة منطق أى النطق العاقل أو العقل الناطق
- · خاصية الحياة أو الروح (الروح القدس)
ملخص: الجوهر الإلهى واحد ولكن الخواص التى يقوم عليها ثلاثة (نسميها الآب والابن والروح القدس) وبالتالى يكون الآب غير الابن غير الروح القدس ولكن فى نفس الوقت نجد أن الآب هو الله ، والابن هو الله ، والروح القدس هو الله
توضيح: يقول الكتاب "فى البدء كان اللوجوس واللوجوس كان عند الله وكان اللوجوس الله "
فمن الذى خلق العالم الآب أم الابن؟ أخلقه الله أم عقله؟
مثال: حينما تقول حللت المسألة بعقلى فهل أنت الذى حللتها أم عقلك؟ أنت حللتها وعقلك حلها وأنت وعقلك شئ واحد.
مولد الابن من الآب كمولد الفكر من العقل .. وحينما يولد الفكر يخرج منه دون أن يفارقه والشئ الصادر عن شئ يسمى مولود منه فيقال (بنات أفكاره) أو (بنت شفه)
- 2. إيماننا : (نبذة 7 مطرانية أخميم ص5 – ص 10)
- · يعتبر التثليث سراً من أعمق أسرار الوجود ولا عجب فى ذلك فهو يتناول طبيعة الله وجوهره.
- · الحقائق اللاهوتية فوق العقل والإدراك وهذا لا يعيبها بل هو دليل صحتها. فالعقل إذا اخترع شيئاً إنما يخترع ما يتناسب مع فهمه وقدراته ، وحقيقة التثليث والتوحيد أسمى من العقل فهذا دليل أنها ليست من إختراعه ولو أمكننا أن نستوعب إلهاً بعقولنا فبكل تأكيد لا يكون هو الله.
- · لا نستطيع بعقلنا المحدود أن نفهم كل شئ عن الله ، ولكن ما لا يدرك كله لا يترك كله لئلا يستغل الشيطان جهلنا فى تشكيكنا وتضليلنا.
- · لذا يتقبلها العقل دون محاولة رفضها أو الانتقاص منها لمجرد عدم القدرة على فهمها.
- · أننا يمكن بعقولنا المحدودة أن نأخذ ولو شعاعاً بسيطاً قدر ما تستطيع طبيعتنا البشرية أن تحتمل من إعلانات الله عن نفسه ، أى نرتئى إلى التعقل كما يوصى معلمنا بولس الرسول كل أحد:
"أن لا يرتئى فوق ما ينبغى أن يرتئى بل يرتئى إلى التعقل" (رو12 : 3)
- · وهناك أمور تسمو على العقل - وليست ضده - يستحق المكافأة على الإيمان والتسليم بها
مثال:
القديس أغسطينوس الذى أراد أن يفهم الحقائق اللاهوتية كاملة ويحتويها فى عقله. فأراه الله الطفل الذى أراد أن ينقل ماء البحر بكوب فى حفرة على الشاطئ.
الفيلسوف ديكارت قال أننى أتمكن مثلاً من لمس جبل دون أن يكون فى وسعى احتوائه.
- · هناك أمور مادية وسماوية لا يقدر العقل البشرى أن يدركها من ذاته دون نور الوحى الإلهى (مثل كيفية خلق العالم)
- · أننا لا نملك أن نرفض أى إختراع علمى كالراديو أو التليفزيون مثلاً لمجرد أننا لا نفهم كيف ينتقل الصوت أو الضؤ أو الصورة أو الكهرباء فى الأثير.
- · هناك أمثلة لحقائق علمية أو ظواهر طبيعية أثبتها العلم فصدقناها دون فهم أعماقها وأسرارها
الماء: يتكون من عنصرين (الهيدروجين يشتعل ، الأكسجين يساعد على الإشتعال) وإذا اتحدا معاً ينتجا الماء الذى يستخدم فى إطفاء ما هو مشتعل.
الملح: يتكون من عنصرين (الكلور والصوديوم) كلاهما سام إذا أخذ بمفرده باتحادهما ينتج الملح الذى يعطى مذاقاً لما نأكله.
السكر الأبيض حلو المذاق: الذى يستخرج من قصب السكر يتكون من 3 عناصر لا مذاق لها جميعاً (الأكسجين ، الهيدروجين والكربون) وعنصرين منهم بلا لون (الأكسجين و الهيدروجين) والثالث أسود (الكربون)
- · تشهد الطبيعة لخالقها فة وحدة جوهره وتثليث أقانيمه من خلال أمثلة عديدة وفريدة للرقم 3 فى الكون: -
الإنسان: ثالوث له
- § ذات . كيان . شخصية
- § عقل يميزه عن الحيوان
- § الروح عنصر الحياة (1 تس 5 : 23 )
النار:
- § لها ذات جوهرها النار
- § وتتولد منها الحرارة
- § وينبثق منها نور (ضوء)
والثلاثة واحد ولا يمكن أن توجد نار بلا حرارة أو نور.
الشمس: فيها القرص ، الحرارة والضوء
أى جسم فى الوجود: وإن كان له كيان واحد لكن له ثلاثة أبعاد هى الطول ، العرض والارتفاع.
إنه تثليث حتمى إذ لا يمكننا أن نضيف بعداً رابعاً كما أننا إذا إكتفينا ببعدين فقط سينعدم وجود هذا الجسم فإذا استبعدنا الارتفاع سيصبحعندنا ما يسمى بالسطح المستوى وهذا ليس شيئاً واقعياً وإنما هو من تخيلات علم الرياضيات إذن أما ثلاثة أو العدم.
الزمن: ثلاثى (ماضى وحاضر ومستقبل) فالمستقبل هو مصدر الزمن أو أبو الزمن ولد لنا الحاضر الذى رأينه ولمسناه ولا يعتبر المستقبل أكبر من الحاضر أو الماضى فكلهم متساوون.
(1)كتابياً: (إيماننا الأقدس ص 114 – ص 119 ، عقيدة المسيحيين فى المسيح ص 184 – ص 185 ، إستحالة تحريف الكتاب المقدس القمص مرقص عزيز ط4 ص 490 ص 491 )
فى العهد القديم:
- · " فى البدء خلق الله السموات والأرض " (تك 1 : 1 )
- · " وقال الله نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا" (تك 1 : 26 )
- · " هوذا الإنسان قد صار كواحد منا عارفاً الخير والشر " (تك 3 : 22 )
- · " قال الرب هلم ننزل ونبلبل لسانهم " (تك 11 : 6،7 )
ويلاحظ فى هذه الآيات أن كلمة الله فى النسخة العبرية التى كتبت بها التوراة هى "ألوهيم" وهى صيغة جمع ، (ألوه( مشتقة من كلمة إيل أى الله ، (يم)هى علامة الجمع مثل كروبيم وسيرافيم.
ورغم ذلك جاءت الأفعال والصفات المستخدمة معها بصيغة المفرد !! (خلق ألوهيم ، قال ألوهيم) كما يلاحظ أيضاً أن اللغة العبرية لا تعرف التعظيم لأنه لم يكن مستخدماً فى العصور القديمة ، فها هم ملوك بلاد أعرق الحضارات القديمة : فرعون ، نبوخذ نصر ، داريوس يتكلمون عن أنفسهم بلغة المفرد (تك 41 : 44 ، دا 4 :6 ، عز 6 : 12 ).
آيات يبدو فيها الثالوث واضحاً:
- · كان أشعياء فى الهيكل ورأى السيد الرب فى مجده والملائكة تهتف لجلاله قدوس قدوس قدوس ! (أش 6 : 3 )
- · "انا الأول وأنا الآخر ويد أسست الأرض ويمينى نشرت السموات .. منذ وجوده أنا هناك والآن السيد الرب أرسلنى وروحه" (أش 48 : 12- 17 )
(المتكلم هنا أقنوم الابن .. السيد الرب أقنوم الآب الذى أرسل الابن .. روحه أقنوم الروح القدس)
- · " بكلمة (أقنوم الابن) الرب (أقنوم الآب) صنعت السموات وبنفخة فيه (أقنوم الروح القدس) كل جنودها " (مز 33 : 6 ) (إيماننا امسيحى صادق وأكيد (الشماس الإكليريكى د. سامح حلمى) ص 49 )
- · " إنى أبلد من كل إنسان .. ولم أتعلم الحكمة ولم أعرف القدوس . من صعد إلى السموات ونزل. من جمع الريح فى حفنتيه. من صرّ المياه فى ثوب. من ثبت جميع أطراف الأرض. ما اسمه وما اسم ابنه إن عرفت" (أمثال 30 : 2 – 4 ).
إعتاد معلمى اليهود أن يلقوا هذه الأسئلة على تلاميذهم فكانوا يجيبون على كل سؤال بكلمة واحدة "الخالق" ويجيبون على ما اسمه؟ "يهوه العظيم" واسم ابنه؟ بقولهم هذا سر يفوق العقول
وفعلاً لأن هذا السر لم يكشع إلا بتجسد أقنوم الابن ومجيئه فى ملء الزمان.
سؤال: لماذا لم يذكر الوحى الإلهى الثالوث بألفاظ صحيحة فى العهد القديم؟ (إيماننا الأقدس ص 114 ، إستحالة تحريف الكتاب المقدس ص 492)
لأن الشعب اليهودى كان فى مرحلة البداوة الروحية ، محاطين بكثرة وثنية وكان يوجد الكثير من الثالوث الوثنى الذى هو عبارة عن 3 آلهة ، فلئلا تغلب هذه الأفكار عليهم ويعتقدون خطأ أن الثالوث الإلهى مثلهم
ومما يؤكد ذلك صنعهم لعجلاً ذهبياً " هذه آلهتك يا إسرائيل التى أصعدتك من أرض مصر " ( خر 32 : 1- 8 )
فى العهد الجديد:
- · " الروح القدس يحل عليكِ ، وقوة العلى تظللك فلذلك أيضاً القدوس المولود منكِ يدعى ابن الله" ( مت 1 : 35 )
- · فى وقت عماد السيد المسيح نرى الثالوث ظاهراً: الآب من السماء يعلن عن ابنه ، والابن فى مياه الأردن والروح القدس فى هيئه جسمية كحمامة ويسمى هذا عيد الظهور الإلهى ( مت 3 : 16 ، 17 )
- · " اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس " (مت 28 : 23)
- · " الذين يشهدون فى السماء هم ثلاثة. الآب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد " ( 1يو 5 : 7 )
- · "نعمة ربنا يسوع المسيح ومحبة الله (الآب) وشركة الروح القدس مع جميعكم " ( 2كو 13 ، 14 )
- · بالنسبة للثالوث نحن لا نقول 1 + 1 + 1 بل نقول 1 × 1 × 1 فتكون النتيجة واحد صحيح وهو عين ما قاله السيد المسيح " أنا فى الآب والآب فىَّ" ( يو 14 : 10 )
- 3. المسيح ابن الله:
أ. معنى البنوة (عقيدة المسيحيين فى المسيح ص 175 – 187 ، إيماننا المسيحى صادق وأكيد ص56 – 58)
بنوة أقنوم الكلمة للآب بنوة فريدة لا نظير لها فى عالم الإنسان ولا فى عالم المادة ولذا وصف السيد المسيح – أقنوم الابن المتجسد – بأنه ابن الله الوحيد فى جنسه أى الذى لا نظير له ..
"مونوجينيس باليونانية = وحيد الجنس" .. فبنوة الابن للآب هى بنوة
- · روحية عقلية: (لأن الله روح – كولادة النور من النور – والفكر من العقل) وليست مادية حسية كما
- · أزلية: (لا نتصور أن الله كان موجوداً لحظة واحدة من الزمان دون أن يكون عاقلاً) وليست زمنية (الآب أولاً وبعد زمن يأتى الابن)
- · متصلة: ( ليست فيها انفصال عن الجوهر الإلهى) وليست منفصلة (بعد الولاده يصير الولد كائناً آخر غير الأب والأم)
- · حقيقة: (من طبيعة الآب ومن جوهره) وليست نسبية (ابن النيل ، ابن مصر ، أى منسبين للنيل ولمصر)
- · طبيعية: من جوهر الآب وطبيعته وليس شبيهاً به – نور من نور ، إله حق من إله حق ، واحد مع الآب فى الجوهر) وليست وضعية (بنوة آدم لله أو بنوة المؤمنين لله من قبيل التبنى فهى بنوة ممنوحة ومكتسبة وليست أصيلة بالطبيعة)
ب. لماذا دعى المسيح ابن الله؟
- · االغة البشرية بطبيعتها مادية فى أصولها ونشأتها فضلاً عن ضيقها وقصرها . وااله يكلمنا بلغتنا.
- · هو أصلح تعبير يشرح بها نسبة الكيان الإلهى الذى يظهر فى شخص يسوع المسيح إلى الكيان الإلهى المعروف سابقاً قبل التجسد "الذى هو صورة الله غير المنظور" (كولوسى 1 : 15 ).
- · توضح الصلة الطبيعية بين الأقنومين ففى لغة البشر ليس هناك كائن آخر أقرب إلى طبيعة الوالد من ولده الذى من صلبه ومن دمه .. والتعبير بالنسبة للاهوت يعنى أن الابن من نفس طبيعة وجوهر الآب .
- · حقيقة الثالوث لم يكتشفها المسيحيون ولم ينادوا بها من ذواتهم لكنها أعلنت لهم بالوحى وقبلوها بالإيمان. فالمسيح هو الذى قال لتلاميذه "إذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس" ( مت 28 : 19 )
- 4. أقنوم الروح القدس منبثق من الآب:
- · الله روح (يو 4 : 24 )
الله قدوس (رؤ 15 : 4 )
إذاً: الروح القدس هو الله .. هو الرب المحيي أى باعث الحياة ومصدرها
- · الروح القدس منبثق من الآب أى منبعث وصادر من الآب (مثل انبعاث حرارة الشمس من القرص).
- · هذا الانبثاق أزلى ومستمر بدون توقف ، ويعمل فى المؤمنين لتجديدهم وتقديسهم وإرشادهم بمواهبهم.
يختلف الكاثوليك والبروتستانت عن الأرثوذكس فى إعتقادهم بأن الروح القدسمنبثق من الآب والابن.
الرد: هذا مخالف للتعبير المنطوق من فم السيد المسيح رأساً "ومتى جاء المعزى الذى سأرسله أنا إليكم من عند الآب روح الحق الذى من عند الآب ينبثق فإنه سيشهد لى"
( يو 15 : 26 )
وهذا معناه على زعمهم أن يكون للروح القدس مبدآن أو مصدران (ينبثق من الآب ثم من الابن. وكأن انبثاقه من الآب ليس كاملاً فيكتمل بانبثاقه من الابن أيضاً).
إن اللاهوت مبدأ أو مصدر واحد هو الآب الذى يلد الابن ويبثق الروح القدس.
وهناك فرق بين الانبثاق الأزلى المستمر وإرسال الروح القدس على التلاميذ وهو فعل زمنى تحقق فى يوم الخمسين "إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزى ولكن إن ذهبت أرسله إليكم" ( يو 16 : 7 )
- 5. لماذا تصر المسيحية على عقيدة التثليث:
- · لولا التثليث ما كان التوحيد. فهو الذى حدد لنا خصائص الذات الإلهية الواحدة ، إذ يعلمنا أن الله واجب الوجود من ذاته .. إن الذات الإلهية تقوم على القدرة العقلية .. إن الذات الإلهية حياتها ذاتية فيها. أى أن هقيدة الثالوث القدوس أكدت لنا أن الله واحد وفسرت لنا هذه الوحدانية وشرحتها.
- · تساعدنا على فهم طبيعة الله فما يجعل الله قريباً من تصورنا بحيث يمكن أن ينشأ بيننا وبينه علاقة واتصال وشركة.
- · تفسر لنا كيف أن الله خلق الإنسان على صورته ومثاله (كيان / عقل / روح) وهى بذلك ترفع قيمة الإنسان ومكانته.
- · تشرح التجسد والفداء ، وكيف أن الابن قدم نفسه ذبيحة لدى الآب ويهبنا الروح القدس بركات هذا الفداء .
- · ليس عسيراً على الإنسان الذى خُلق على صورة الله ومثاله ، بعد أن تجددت طبيعته بالفداء أن يجاهد فى الروحيات ويزداد فى التقرب إلى الله والتشبه به
ثالثا: الرد على الإعتراضات
- 1. المسيحيون ليسوا كفاراً مشركين (إستحالة تحريف الكتاب المقدس ص 474 – 480 ، إيماننا الأقدس ص 121 – 123)
تقول آيات القرآن الكريم:
- · "إذ قال الله يا عيسى إنى متوفيك ورافعك إلىّ ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة" (سورة آل عمران)
- · "من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله أثناء الليل وهم يسجدون ، يؤمنون بالله واليوم الآخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون فى الخيرات وأولئك من الصالحين" (سورة آل عمران)
- · "إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين ومن آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون" (سورة البقرة) ] آمنوا : يقصد المسلمون[.
- · "ولتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى وذلك بأن منهم قسيسين ورهباناً وإنهم لا يستكبرون" (سورة المائدة)
- · "ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتى هى أحسن ، إلا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بالذى أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد" (سورة العنكبوت)
- · " قل آمنا بالله وما أنزل على إبراهيم وإسماعيل وإسحق ويعقوب والأسباط وما أوتى موسى وعيسى والنبيون لا نفرق بين أحد منهم " (سورة آل عمران)
- · "ولادفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع مصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيراً " (سورة الحج)
- · الاسلام يساوى بين النصارى والمسلمين وأنهما يعبدان الله على السواء
- 2. الثالوث المسيحى غير الثالوث الوثنى :
- · قدماء المصريين كان لديهم مجموعات من الآلهة كل مجموعة منها ثلاثة آلهة .. وهذا الثالوث الوثنى فيه : تعدد ألهة – متغير الزمن (فى وقت كان أوزوريس بمفرده وإيزيس بمفردها ثم رزقا بعد الزواج بابنهما حورس الذى قطعاً يصغرهما فى السن – فيه تزاوج وتناسل)
- 3. التثليث الذى حاربه القرآن الكريم هو تثليث التعدد والإشراك:
أ) " لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد " (سورة المائدة)
i) " إذ قال الله يا عيسى بن مريم أأنت قلت للناس إتخذونى وأمى إلهين من دون الله " (سورة المائدة)
ويقصد بالآيات السابقة بدعة المريميين التى حاربتها المسيحية قبل ظهور الإسلام ، والتى ظهرت فى القرن الخامس الميلادى حيث كان أصحابها من الوثنيين الذين يعبدون (الزهرة) ويلقبونها بملكة السماء. وبعداعتناقهم المسيحية ، حاولوا التقريب بين معتقداتهم وبين العقيدة المسيحية فاستبدلوا الزهرة بالسيدة العذراء وأطلقوا على أنفسهم المريميين ونادت عقيدتهم بثلاثة آلهة هم الله ومريم والمسيح. وقد تصدت لهم المسيحية فى حينه وحرمتهم من الشركة. وانتهت هذه البدعة فى القرن السابع ولم يعد لأتباعها وجوداً على الإطلاق.
ii) وقد قاوم الإسلام هذه البدعة مع المسيحية: " بديع السموات والأرض أنى (كيف) يكون له ولد ، ولم تكن له صاحبه (زوجة) " (سورة الأنعام 101)
iii) " قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد " (سورة الإخلاص)
ب) كما حارب الإسلام طائفة المرقونية التى حاربتها الكنيسة أيضاً وكانوا يؤمنون بثلاثة آلهة : ( عادل أنزل التوراة ، صالح نسخها بالإنجيل ، شرير هو إبليس). وجاء عنها فى سورة المائدة "لقد كفر الذين قالوا أن الله ثالث ثلاثة"
ج) كما حارب أيضاً طائفة المانوية التى تقول بإلهين أحدهما للخير وهو جوهر النور والثانى للشر وهو جوهر الظلمة فقال فى مواجهتهم " ولا تتخذوا إلهين اثنين"
ملخص
- 1. الله (اللاهوت) واحد فى جوهره وذاته (لا شريك له .. وحدانية جامعة لثلاثة أقانيم)
2. الله ثلاثة أقانيم أى صفات أو خواص ذاتية يقوم عليها الكيان الإلهى (وليس ثلاث ذوات ولا ثلاثة مظاهر ولا ثلاثة أجزاء لأنه لا تركيب فى الله)
3. كل أقنوم غير الآخر ولكنهم واحد فى كل الصفات والخصائص ولا انفصال لأحدهم عن الآخر على الإطلاق منذ الأزل وإلى الأبد
(الله هو الآب والابن والروح القدس وهم الله الواحد)
- 4. الآب: خاصية الوجود أو الأصل.
الابن خاصية العقل والحكمة .
الروح القدس خاصية الحياة.
المراجع:
- 1. قانون الإيمان ط1 سنة 97 – قداسة البابا شنودة الثالث
- 2. إيماننا الأقدس سنة 97 – نيافة الأنبا يوأنس أسقف الغربية المتنيح
- 3. عقيدة المسيحيين فى المسيح نيافة الأنبا يوأنس أسقف الغربية المتنيح
- 4. إستحالة تحريف الكتاب المقدس ط4 – القمص مرقس عزيز
- 5. الصخرة الأرثوذكسية ط9 – حبيب جرجس (نشرها القمص بولس باسيلى)
- 6. كيف أفهم عقيدة التثليث والتوحيد – نبذة 7 مطرانية أخميم
- 7. إيماننا المسيحى صادق وأكيد – إكليريكى د. سامح حلمى
القديس برشنوفيوس الراهب نياحة البابا
مرقس الثامن نياحة الاب القديس ابراكيوس
السائح تذكار تكريس كنيسة أنبا ميصائيل
السائح حبل حنة أم والدة الإله بالعذراء