الأحد الأول : أحد الكنوز
كلمة "كنز" ... قد تخطف أذهان البعض منا وتجعله يحلق في الفضاء فيطلق العنان لخياله
فيرى ما قد لايراه في واقع, فيرى أحجار متلئلئة
لكن الكتاب المقدس إحتفظ لنا بكنز آخر وأرشدنا إلى مكانه في إنجيل معمنا متى الإصحاح السادس , حيث بدأ يرشدنا إلي طبيعة الكنز الحقيقي الذي يجب أن نبحث عنه وحذرنا من أن ننخدع بكنوز مزيفة... حيث قال " لا تكنزوا... بل إكنزوا" (مت 19:6, 20) لاتكنزوا علي الأرض حيث هناك من يسرق لكنكم إذا إخترتم السماء سيكون لكم فيها أمان لما تكنزون, وأما عن طبيعة الكنز فلا تهتم بما قد يفسدة السوس أو الصدأ لكن ” إكنزوا لكم كنوزاً..."(مت20:6) وجواهر ليس لها مثيل وقد إنسكب بعضها بسسب إمتلاء ذلك الصندوق الذي يحتويها -إستمروا في الخيال- إنها الصورة المطبوعة في أذهان الكثير منا عندما نسمع تلك الكلمة.
من:-
- الصلاح:- الإنسان الصالح من الكنز الصالح في القلب يخرج الصالحات (مت 35:12)
- مخافة الرب:- مخافة الرب ي كنزه (إش6:33)
- العطاء:- إن أردت أن تكون كاملاً فاذهب وبع أملاكك وأعط الفقراء فيكون لك كنز في السماء (مت21:19)
وهناك أيضاً العديد والعديد من الكنوز التي إدخرها الكتاب لنا لكن ليت لنا عيون لتبصر تلك الكنوز لأن
"سراج الجسد هو العين"(مت22:6) لكن ماذا لو ضعف البصر أو صرنا لا نري؟؟؟
فقد نسمع طبيب العيون الروحي يشخص الحالة بأنها قد أصيبت بـــــ
- · إنفصال شبكي:- حيث يسيطر على الحياة ظلام فلا نعود نري أي من خطايانا أو حتى نور الله الذي وعدنا بالنعيم الأبدي.
- · قصر النظر:- حيث تصبح نظرتنا للأمور سطحية ليس فيها أي عمق أو حكمة.
- · طول النظر:- حيث يجعلنا لانري الأمور على حقيقتها إلا بعد فوات الأوان فلا نرى الوزنات التى منحنا الله إلا بعد ضياعها.
- · كما قد نتعرض لبعض الإلتهابات:- كالشهوه والطمع والحقد
هذه الأمراض وغيرها قد تصيب العين فتفقد قدرتها علي رؤية النور ويدخل إليها الظلمة فهل يكون مكان للنور مع الظلمة؟
"لا يقدر أحد أن يخدم سيدين"(مت23:6) حيث لا يوجد شركة بين النور والظلمة أيضاً "لاتقدرون أن تخدموا الله والمال"(مت24:6) لكننا قد نفكر احياناً أنه ما العيب في أن نمتلك المال؟؟؟ إن المشكلة ليست في إمتلاك المال ولكن الكارثة في من يمتلكهم المال, فالقائمة مليئة بصور مختلفة لعبيد إمتلكهم المال, فمنهم :
- محبي المال · متكلين على المال
- طمع وعدم إكتفاء · البخيل
وغيرهم كثيرين صاروا عبيداً يخافون كل الخوف علي أموالهم حتي وإن إستعبدتهم فإن عبودية المال اهون من وحش الفقر... فالعقل يقول إما أن يستعبدك المال او يهاجمك شبح الفقر؟! لكن الكتاب قد قال
"لا تـهـتـمــــــــــــــــوا..." (مت25:6) لا تقلقوا ولاتنزعجوا ,لاتحملون همـــــاً ... للمال أو الطعام ولا للصحة أو المستقبل بل "أنظروا إلى طيور السمــــاء" (مت26:6) أنظروا وتعلموا تعلموا من الغراب الإتكال على الله, ومن العصفور مهارته في الهروب من الشر, ومن الحمامة الوداعة والطهارة... تعموا منهم ولا تسألوهم عن مخازن أطعمتهم لأن جميعهم يقوتهم الرب.
وأيضاً "تأملوا زنابق الحقل..." (مت28:6) التي فاق جمالها وزينتها الملك سليمانإنه لم يكن يلبس "كواحدة منها" عشب الحقل هذا "الذي يوجد اليوم ويطرح غداً في التنور"(مت 30:6) هذا أيضاً إهتم الله به وألبسه مالم يلبسه الملك سليمان بكل بهاءه ومجده !
إذاً:- إن كان الله يهتم بطعام الطيور ولباس الزهور فمن باب أولى أن يهتم بنا نحن الأعظم عنده... لكن "أطلبـــوا أولاً ملكوت الله " (مت33:6) فما المقصود بالملكوت وماذا يقصد الرب يسوع حينما قال "هاملكوت الله داخلكم" (لو21:17) لأن ملكوت الله في قلب المؤمن وأيضاً "طوبى لأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله" (مت 8:5) حيث مسكن الله مع قديسيه في الأبدية إنها " المدينة المقدسة أورشليم الجديدة نازلة من السماء من عند الله مهيأه كعروس مزينة لرجلها"(رؤ2:21) أي أن الملكوت يحيا فينا على الأرض ... إلى أن نحيا نحن فيه في مجد ابدي في أورشليم السمائية .
إنه كنز سمائي... كنــــــزنـا... ليتنا لا نتأخر او نتواني في إقتناءه والحفاظ عليه...
الملائكة الجليل ميخائيل نياحة القديس
يوحنا السريانى